République TunisienneRépublique Tunisienne

Français    English    عربي

Vous êtes ici : Bienvenue

Actualités

12.09.2018

الإعلان عن بعث رابطة الهيئات العمومية المستقلة

Catégorie : A la une

كلمة الهيئات العموميّة المستقلة التي ألقاها الدكتور فتحي الجراي، رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، يوم الجمعة 7 سبتمبر، باسم الهيئات المشاركة في الملتقى الذي انتظم يومي 07 و08 سبتمبر 2018 في إطار التنسيق المستمر بين هذه الهيئات تأكيدا لدورها المحوري في ترسيخ الدّيمقراطيّة الناشئة بتونس وفي تعزيز منظومة حقوق الإنسان وتفعيلها وتطويرها. وقد تمّ، خلال هذا الملتقى، توقيع مذكّرة تفاهم بين الهيئات العموميّة المستقلة تهدف إلى دعم التعاون القائم بينها وتأويجه.

كلمة الهيئات العموميّة المستقلة التي ألقاها الدكتور فتحي الجراي، رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، يوم الجمعة 7 سبتمبر، باسم الهيئات المشاركة في الملتقى الذي انتظم يومي 07 و08 سبتمبر 2018 في إطار التنسيق المستمر بين هذه الهيئات تأكيدا لدورها المحوري في ترسيخ الدّيمقراطيّة الناشئة بتونس وفي تعزيز منظومة حقوق الإنسان وتفعيلها وتطويرها. وقد تمّ، خلال هذا الملتقى، توقيع مذكّرة تفاهم بين الهيئات العموميّة المستقلة تهدف إلى دعم التعاون القائم بينها وتأويجه:

 

ملتقى الهيئات العموميّة المستقلة

تونس، 07 و08 سبتمبر 2018

 

كلمة الهيئات العموميّة المستقلة

د. فتحي الجرّاي

رئيس الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب

 

السيّدات والسّادة الضيوف الكرام،

باسم السيّدة والسّادة رؤساء الهيئات العموميّة المستقلة،

يسعدني أن أحيّيكم، فردا فردا، كلاّ باسمه وصفته، وأن أرحّب بكم أحرّ الترحاب شاكرا لكم تشريفنا بحضور هذا الملتقى النوعيّ الذي يجمع رؤساء الهيئات العموميّة المستقلة وثلة من أعضائها في موعد تاريخيّ أردناه حدثا جامعا وفرصة مواتية لتوقيع مذكّرة تفاهم بين هذه الهيئات تنظم بموجبها علاقات التعاون والتآزر في إطار رابطة للهيئات العموميّة المستقلة.

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أتوجّه بالشكر إلى كلّ زملائي وأصدقائي السيّدة والسّادة رؤساء الهيئات العموميّة المستقلة الذين شرّفوني بإلقاء كلمة باسم جميع الهيئات أرجو أن تكون أمينة في نقل المرجعيّات والمشاغل والرّهانات والأواصر التي تجمع بين الهيئات الثماني التي قرّرت أن توحّد جهودها وأن تؤوّج مواردها وأن تناغم برامجها ومشاريعها بحيث تتكامل وتتراشح وتتنافذ في إطار من التعاون والتضامن والتساند خدمة للأهداف السّامية التي تجمعنا ولا سيما ما تعلق منها بترسيخ ثقافة المواطنة وتعزيز منظومة حقوق الإنسان وتطويرها، وقبل ذلك وبعده تكريس استقلاليّة الهيئات العموميّة المستقلّة وتأكيد دورها المحوري في إرساء الدّيمقراطيّة الناشئة ببلادنا.

وإذ نرنو إلى تعزيز روابط التعاون والتنسيق بين الهيئات العموميّة المستقلّة وتوحيد الجهود لمجابهة التحدّيات المشتركة، فإنّنا نعتبر أنّنا نصدر عن مرجعيّات قانونيّة وفلسفيّة متقاربة ونحتكم إلى مرجعيّات قيميّة موحّدة محورها الإنسان الحرّ الكريم والمواطن المحترم المفعم بروح المواطنة بما هي منزلة قانونيّة واجتماعيّة تضمن حقوقا وترتب واجبات في إطار احترام الخصوصيّة وقواعد العيش المشترك في كنف منظومة اجتماعيّة حاضنة ودامجة.

ومع أنّ التقاء الهيئات العموميّة المستقلة ضمن آليّة للتنسيق وتوحيد الجهود والمواقف ليس بدعا من التنظيم الجماعي المشترك، حيث سبق لهذه الهيئات أن تنادت وتوافقت على بعض أشكال الاتصال والتعاون والتنسيق، حتّى أنّها صاغت مواقف جماعيّة وأصدرت بيانات وبلاغات مشتركة، إلاّ أنّ التقاءها هذه المرّة يأتي في إطار أكثر هيكلة وفاعليّة ويستفيد من وجود حزام إسناد قوامه منظمات أمميّة وإقليميّة وغير حكوميّة. وهنا أشكر كلّ القائمين على المنظمات والبرامج التي آمنت برسالة الهيئات العموميّة ودعمتها مادّيا ومعنويّا على غرار وكالات الأمم المتحدة (مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوّضيّة السّامية لحقوق الإنسان) وهياكل الاتحاد الأوروبّي (وخاصّة مجلس أوروبّا) والمنظمات العاملة ببلادنا في المجال الحقوقي على غرار المعهد الدّانماركي لحقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسّطية لحقوق الإنسان الذين دعما بقوّة وفاعليّة فكرة إنشاء منتدى دائم للهيئات العموميّة المستقلة ورافقا مسار تجسيد هذه الفكرة ويسّرا لقاءات التشاور والتنسيق بين رؤساء الهيئات العموميّة المستقلة مستفيدين من الرّغبة الجماعيّة في التلاقي والعمل المشترك التي عبّر عنها هؤلاء ومضوا قدما في تنفيذها. وها هم اليوم يجتمعون رفقة هذا الحضور الكريم ليؤكّدوا التزامهم بما تلاقوا حوله واتفقوا عليه ولا سيما:

-          إحداث رابطة الهيئات العموميّة المستقلة كإطار دائم للتشاور والتنسيق.

-          تركيز تنسيقيّة إداريّة قارّة لهذه الرّابطة.

-          تنظيم ملتقى سنوي بين الهيئات العموميّة المستقلة ومنظمات المجتمع المدني.

-          تنظيم الندوة السّنويّة للهيئات العموميّة المستقلة.

-          تنظيم لقاءات تشاوريّة دوريّة بين الهيئات العموميّة المستقلة.

-          وضع آليّات وبرامج مشتركة بين الهيئات العموميّة المستقلة تساعد على حسن التصرّف في الموارد المتاحة.

-          تنظيم حملات مناصرة مشتركة كلّما اقتضى الأمر ذلك.

-          ضمان مشاركة أعضاء الهيئات المعنيّة وموظفيها في مختلف الأنشطة التي تنظمها كلّ هيئة، على غرار الندوات والدّورات التكوينيّة.

-          تبادل الدّراسات والتقارير والمنشورات التي تنجزها كلّ هيئة في إطار الصّلاحيّات والمهامّ الخاصّة بها.

-          تنظيم لقاءات مشتركة من أجل تبادل الخبرات والتعاون على إدارة المشاريع.

وفي هذا السّياق، بدأت سلسلة اللقاءات التشاوريّة والتنسيقيّة بين رؤساء الهيئات العموميّة المستقلة وأعضائها بالتعاون مع الشركاء والدّاعمين منذ أواسط شهر أفريل الماضي وكان أبرزها ملتقى الحمّامات في أواخر شهر جوان الذي وضع خارطة طريق لمشروع منتدى أو تنسيقيّة أو قطب يجمع الهيئات الثماني المعنيّة، بمقتضى مذكّرة تفاهم تحدّد التزاماتهم الجماعيّة على الصّعيدين الموقفي (الآن وهنا) والاستراتيجي (على المدى البعيد). وهكذا، تبلورت فكرة إحداث رابطة الهيئات العموميّة المستقلة التي يتوقع أن تؤمّن في مستقبل الأيّام مزيدا من التناغم والتضامن والتعارف والتآلف بين الفاعلين في هذه الهيئات، خدمة للأهداف المشتركة وترسيخا لاستقلاليّة هذه الهيئات.

السيّدات والسّادة الكرام،

إنّ أكبر المشروعات يبدأ بفكرة وإنّ أطول المسيرات تبدأ بخطوة. وما دمنا نشترك في الرّؤية والرّسالة والقيم، فلنمض في التخطيط الاستراتيجي لمشروع واعد يجمع هيئاتنا العموميّة المستقلة ويوحّد جهودها ضمن إطار تفاعليّ يساعد على الفعل الجماعي وتأكيد الهويّة الفذّة لهذه الكيانات الصّاعدة التي تعتبر علامة مميّزة للدّيمقراطيّة الناشئة في تونس. ولتكن "رابطة الهيئات العموميّة المستقلّة" الفضاء الحاضن لهذا المشروع الجامع الموحّد مع الإبقاء على خصوصيّة كلّ هيئة واحترام ثقافتها التنظيميّة المميّزة لها.

وختاما، نؤكّد أنّنا عازمون على تطوير آليّات الشراكة والتشبيك التفاعلي مع كلّ شركائنا والمتعاونين معنا سواء أكانوا جهات رسميّة، أو فعاليّات مدنيّة وطنيّة، أو منظمات أمميّة وإقليميّة.

شكرا لانتباهكم. ودمتم جميعا سندا ومددا للهيئات العموميّة المستقلّة.